محمد حمدى يكتب: سر علاقة سامى عنان بأمريكا والإخوان

محمد حمدى يكتب: سر علاقة سامى عنان بأمريكا والإخوان
لماذ ظهر عنان الآن.. ولماذا قرر الترشيح للرئاسة؟
عنان يعقد أول اجتماع بعد عودته مع القبائل الداعمة لمرسي!
كيف اتخذ عنان قرارا بالانقلاب على مبارك وهو عائد فى الطائرة من واشنطن؟
أثار الظهور المفاجئ لرئيس الأركان المصري السابق الفريق سامى عنان فى المشهد السياسي بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي حالة من الجدل فى الأوساط السياسية والشعبية خاصة أن عنان التزم الصمت منذ خروجه من منصبه على يد محمد مرسي ثم عاد للظهور بعد الثورة الشعبية التى أطاحت بالرئيس السابق.
وبدا لافتا وغريبا أن الاجتماع الجماهيري الأول الذى كان مقررا أن يعلن من خلاله عنان ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة عقد مع القبائل العربية فى الحمام ومطروح وهى القبائل التى كانت داعمة بشدة للرئيس المعزول محمد مرسي، وهى نفس القبائل التى كانت فى حالة استنفار بعد عزل مرسي.
الغريب أيضا حسب المعلومات المتوافرة لدينا أن عنان يرتب لعقد اجتماع مشابه مع قبائل سيناء التى أيدت الرئيس المعزول محمد مرسي فى الانتخابات الرئاسية الفائتة، وهى نفس القبائل التى عارضت الثورة الشعبية فى 30 يونيو.
مثل هذه الاجتماعات مع القبائل الداعمة لمرسي دفعت مراقبين إلى التساؤل عن مغزى ظهور عنان على الساحة السياسية واستناده إلى داعمى محمد مرسي فى حملته المزمعة للترشح لرئاسة الجمهورية القادمة.
وكان أكثر من سياسي مصري قد لفتوا الانتباه إلى أنهم لاحظوا خلال اجتماعاتهم مع أعضاء المجلس العسكرى الذى ادار مصر فى الفترة الانتقالية التى تلت تخلى الرئيس الأسبق مبارك عن السلطة تدليلا لممثلى جماعة الإخوان، لدرجة أنه خلال الاجتماعات التى كانت تعقد مع عنان كان يترك لهم الفرصة للتعبير عن أرائهم والأخذ بها وهو أمر لم يتبعه عنان مع سائر القوى السياسية الأخرى.
وبغض النظر عن التنسيق بين المجلس العسكرى السابق وجماعة الإخوان فى الفترة الانتقالية الأولى والتى أدت إلى تسليم مصر للإخوان، فإن ما كشف عنه عنان فى الجزء الأول من مذكراته التى لم تكتمل هو تفكيره فى انقلاب ناعم على الرئيس الأسبق حسنى مبارك يوم 28 يناير أثار علامات استفهام عديدة.
كان عنان فى الولايات المتحدة من يوم 25 يناير فى اجتماع دورى، لكنه قطع زيارته يوم 28 يناير وقررر العودة إلى مصر، ويقول عنان فى مذكراته أنه فكر فى رحلة العودة التى استغرقت 13 ساعة فى تنفيذ انقلاب ناعم على مبارك وتشكيل مجلس رئاسي يترأسه المشير محمد حسين طنطاوى لحكم مصر.
والمثير للجدل فى هذا الاعتراف أن عنان غادر أمريكا يوم 28 يناير بينما لم يكن مطروحا فى هذا التوقيت داخل مصر او خارجها إسقاط الرئيس مبارك او تخليه على السلطة، حيث كانت المطالب تتركز فى تعديل الدستور وحل الحكومة وعدم ترشح مبارك او نجله جمال للانتخابات الرئاسية التى كان مقررا ان تجرى فى سبتمبر 2011.
ويكشف عنان فى مذكراته عن أنه عاد من واشنطن بفكرة الانقلاب على مبارك، وهى الفكرة التى أصبحت واردة بعد موقعة الجمل وليس قبلها، ومن ثم تسارعت الخطوات لتنفيذها.. فلماذا فكر عنان فى الانقلاب على مبارك.. ولماذا ظهر الآن فى المشهد السياسي مستندا إلى القواعد الجماهيرية للرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المحظورة؟

0 التعليقات